جراح فلسطين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جراح فلسطين

جراح فلسطين
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الجزء الثالث من الفصل الاول (من ملفات المخابرات الفلسطينية )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فهد رفح
مشرف
مشرف



المساهمات : 11
تاريخ التسجيل : 08/03/2008
العمر : 39

الجزء الثالث من الفصل الاول (من ملفات المخابرات الفلسطينية ) Empty
مُساهمةموضوع: الجزء الثالث من الفصل الاول (من ملفات المخابرات الفلسطينية )   الجزء الثالث من الفصل الاول (من ملفات المخابرات الفلسطينية ) Icon_minitimeالأربعاء أبريل 02, 2008 4:57 pm


طائرة عرفات



في فجر ذلك اليوم كانت الطائرة التي أقلت ياسر عرفات وأبو أياد
من بغداد إلى المغرب ثم إلى تونس . قد غيرت طريقها نتيجة لمعلومات
حول نية الطائرات الحربية الإسرائيلية اعتراض سبيلها في الجو، وتحويل
مسارها إلى مطار إسرائيلي أو إسقاطها . لكن هذه المحاولة الإسرائيلية
فشلت لتصل بأمان إلى تونس، وذهب عرفات إلى مقر قيادته في حمام الشط
وما كاد يلتقط أنفاسه حتى كانت الطائرات الإسرائيلية تقصف المقر في تمام
الساعة العاشرة والربع صباحاً، بينما كان عرفات غير بعيد عن مقر إقامته
يقوم بتمارين رياضية كعادته كل يوم فهو حريص على الركض والسباحة
وركوب الخيل وقد كان في تلك الساعة يرتدى لباساً رياضياً وشاهد الغارة
التي استهدفت مقر القائد العام والأركان و" القوة 17"
وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية قد أقلعت فجرا من فلسطين المحتلة
ورصدت وحدات الرادار المصري هذه الطائرات
ولكنها عجزت عن تحديد الجهة التي تقصدها .
واظهرت أجهزة الرصد المصرية إن هدفا بحريا غير إسرائيلي كان يساعد
في القيام بتشويش إداري أثناء تحليق الطائرات الإسرائيلية في الجو، وأعطيت
أوامر فورية للطيران المصري وأجهزة الدفاع بالتعامل مع الطائرات
الإسرائيلية إذا ما اخترقت المجال الجوى المصري، كما تم رفع حالة التأهب
القصوى إلا أن أثر الطائرات الإسرائيلية فقد على أجهزة الرادار. الأمر الذي
أدى إلى تحريك طائرة استطلاع مصرية على الفور لملاحقة الطائرات الإسرائيلية
التي أخذت خط سير مطابقاً لطرق الطيران الدولية فوق البحر المتوسط .
وقد استخدمت إسرائيل في الغارة 16 طائرة من نوع " أف 16 " تزودت في
الوقود بالجو . وعلى الرغم من أن إسرائيل لا تمتلك طائرات الصهريج، وهى
من نوع " بيونغ – 707 " أو " دى . سى 9 " أو " دى سى 10 " فقد
تم تزويد الطائرات الإسرائيلية بالوقود في الجو ثلاث مرات، مرتين في الذهاب
ومرة في العودة . وانطلقت طائرات الصهريج من إيطاليا بدون علم الحكومة
الإيطالية . وكانت قد وصلت إلى مطار روما ثلاث طائرات صهريج أمريكية
من نوع" بيونغ – 707 " في السابع والعشرين من أيلول تابعة للسرب الثالث
عشر في وحدة التزويد بالوقود بالجو لدى الحرس الأمريكي ومقرها ولاية أوهايو،
وذلك للمشاركة في مناورات لحلف شمال الأطلسي. ورصدت إيطاليا طائرة من
هذا النوع في الممر الجوى الذي استخدمته الطائرات الإسرائيلية في الغارة. كما
أن مصادر مطار روما ذكرت أن طائرتين من الثلاث قد تركتا مربضيهما في
أقصى اليسار من المطار في ساعة مبكرة من فجر يوم 1 تشرين الأول وعادت
إحداهما إلى ممر الهبوط في الساعة العاشرة والربع صباحاً فيما طلبت الثانية
الإذن بالهبوط الساعة السادسة والنصف مساء .
وبعد الغارة مباشرة وضعت الحكومة الإيطالية حراسة مشددة وغير عادية على
الممر الذي تربض فيه الطائرات الأمريكية الثلاث، وأدان رئيس الوزراء الإيطالي
بتينو كراكسى إسرائيل بلهجة قاسية جداً وقال إن إيطاليا مصممة على استعمال
حقها لمعرفة ما إذا كانت طائرات واشنطن قد استخدمت الأراضي الإيطالية لتزويد
الطائرات الإسرائيلية بالوقود .

ولم تخف الولايات المتحدة الأمريكية دعمها للغارة الإسرائيلية وباركت ما
حصل بعد ربع ساعة فقط من الغارة وعلى لسان لارى سبيكس الناطق الرسمي
للبيت الأبيض، في حين واصلت وسائل الإعلام الإسرائيلية ادعائها بمقتل عرفات
حتى ظهر مساء ذلك اليوم في حديث مباشر من تونس مع التلفزيون الإيطالي القناة الأولى
. وبعد ساعة من الغارة الإسرائيلية أعلنت إذاعة تونس النبأ على النحو التالي : "
q طائرات مجهولة الهوية قامت بقصف منظمة التحرير الفلسطينية في حمام الشط " .

وكان مطار قرطاج الدولي قد رصد الطائرات الإسرائيلية قبل الغارة بدقائق وأبلغت
المعلومات إلى وزارة الدفاع ، التي رصدت راداراتها الطائرات المغيرة قبل دقائق
من وصولها ، في حين أبلغت إيطاليا تونس قبل دقائق من الغارة بأن طائرات
مقاتلة تتجه نحو تونس !!
وجاءت الغارة الإسرائيلية في ظل أجواء من التوتر في العلاقات التونسية – الليبية
وكانت هذه العلاقات شهدت تدهوراً خطيراً خلال الشهور التي سبقت الغارة
وكان الجيش التونسي وقد وضع في حالة تأهب قصوى لمواجهة عملية عسكرية
ليبية ضد تونس ! الرأي العام التونسي كان مهيأ لغارة ليبية إسرائيلية، بسبب الحرب
الإعلامية المتبادلة بين البلدين وفعلاً، قام الجيش التونسي بنقل طائراته الحربية
من نوع ف – 5 إلى قواعد عسكرية في الجنوب التونسي ، قرب الحدود التونسية الليبية
قبل الغارة، وذكرت بعض المصادر أن بورقيبة أصدر أوامره بعدم خروج الطائرات
الحربية التونسية للتصدي للطائرات الإسرائيلية، وعلق محمد مزالي على هذه الحادثة
بعد الغارة في حديث بثه التلفزيون التونسي، قائلاً : " لو خرجت الطائرات التونسية
لاصطادتها الطائرات الإسرائيلية مثل العصافير " .
وقد حاول الضباط التونسيون في قاعدة " سيدي أحمد " الجوية قرب بنزرت
التي تبعد حوالي 50 كيلو مترا عن مقر المنظمة، الخروج بطائراتهم بغض
النظر عن نوعية الطائرات يدفعهم الحماس للدفاع عن الوطن. وبعد نصف ساعة
من انتهاء الغارة جاءت طائرات جزائرية مقاتلين اشتركت مع الطائرات التونسية
في التحليق فوق حمام الشط وتونس العاصمة، خوفاً من قيام الطائرات الإسرائيلية
بعملية التفاف خصوصاً أنه بعد الغارة مباشرة وصل عدد كبير من المسؤولين
الفلسطينيين والتونسيين إلى مكان الغارة ومنهم عرفات وأبو أياد وأبو جهاد وأبو العباس .
ومن الجانب التونسي جاء محمد مزالي والهادي البكوش ووسيلة بورقيبة وزين العابدين بن على .

وكانت ردة الفعل التونسية الشعبية قويت فعمت المظاهرات العاصمة التونسية
وتوجهت إلى السفارة الأمريكية مطالبة بقطع العلاقات التونسية – الأمريكية
وفى الوقت نفسه استقبل مستشفى شارل نيكول في العاصمة الجرحى والشهداء
الذين بلغ عددهم حوالي 200 جريح و 70 شهيداً، فشهد المستشفى اكبر عملية
تبرع بالدم، وكان كل تونسي يريد التعبير بأي شكل عن انتمائه وتضامنه وتعلقه
بالقضية الفلسطينية وأقبل أصحاب الجرافات من المواطنين ليتبرعوا بالعمل
تطوعاً لإزالة الأنقاض .
وعلى أثر هذه الغارة وتصريح سبيكس، توترت العلاقات التونسية الأمريكية
فاستدعى الرئيس السابق الحبيب بورقيبة السفير الأمريكي في تونس، بيتر سيبستيان
وأبلغه استنكار الموقف الأمريكي، ولا سيما أن الغارة كانت خرقاً للتعهدات الأمريكية
بعدم السماح باعتداءات أجنبية على تونس . ولم يكن لدى السفير ما يقوله سوى : " سأبلغ واشنطن " !
وقد تعمد بورقيبة سماع السفير كلاماً قاسياً، غير أن هذه السحابة لم تمر بهدوء
ولم يتم تجاوزها إلا في شباط 1986 عندما قام جورج بوش، نائب الرئيس
الأمريكي حينها وجورج شولتز وكاسبار واينبرجر بزيارة قصيرة لتونس
فسوى الخلاف بتقديم مساعدات عاجلة، لتحديث أسلحة الجيش التونسي .


الي القاء في موجة الرد علي العدوان
مع تحياتي وحبي لكم
بقلم //أحمد أبومحمود
فهد رفح
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الجزء الثالث من الفصل الاول (من ملفات المخابرات الفلسطينية )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جراح فلسطين :: .•`¤¦¤( ₪ملتقي فلسطيننا₪ )¤¦¤`•.•`¨ :: *.*`¤- ملتقي جراح لعلم المخابرات وقضايا الأمن-¤`*.*-
انتقل الى: